شكون فينا كبر في تونس و حومها و زناقيها، و ماسمعش عالقليلة تعبير و إلا العبارة من العبارات هاذي، و خاصة في وقت أفراحنا و نجاحاتنا، يعني وقتلي التونسي زاهي و فرحان و متفايل بالخير، وشكون فينا زادة ما حضرش في عرس من عروساتنا و خاصة جهات الساحل و شاف العروسة تفحج على “ولد البحر” كيف ما يسميوها التوانسة، والي ماسمعش عبارة من العبارات هاذي، وإلا ماحضرش عرس من العروسات هذوما، أكيد راهو تفرج في أشهر سيتكوم تونسي شوفلي حل، والي يعتبر مراية لمجتمعنا وقتلي السبوعي بش يعرس و لازم يلقاو الحوتة الي بش تفحج عليها مرتو عزة!
والي يحب يزيد يثبت أكثر في أهمية الحوتة و حضورها وسط موروثنا، خلي يمشي يعمل دورة في المدن القديمة، كيف تونس العاصمة، سوسة و حلق الوادي، و أكيد بش يلاحظ ذيل الحوتة معلق على أبواب الديار وواجهاتها، علاش زعمة؟!
علاش الحوتة بالذات، علاش موش فكرون؟وإلا أرنب و إلا قطوس و إلا أي حيوان آخر!
بش نفهمو القصة هذي، خلينا نرجعو لأواخر القرن الثاني ميلادي و بدايات القرن الثالث، و هذا زمن إنتشار المسيحية في تونس و شمال أفريقيا، بعد ماكانت الوثنية فيها الشايعة و الساكنة في وجدان الناس في هاك الوقت، لأنها كانت أرض القرابين و التقديمات ، بداية للآلهة الأمازيغية مرورا ببعل الفينيقي وصولا لمجمع الآلهة الروماني.
و الكلنا نعرفو الي القرون الأولى للميلاد كانت اللغات المنتشرة فيها هي اللغة الإغريقيّة واللاتينية، بالإضافة إلى لغات أخرى أقدم و أقل إنتشار. و بما أنو اليونانية هي لغة الآداب و العلوم و بداية انتشار المسيحية ماكانتش خارج المد الثقافي اليوناني، هذاك علاش جل الكتابات الأدبية و اللاهوتية فيما بعد تكتبت باليوناني، إعتمادا على الأبجدية الإغريقيّة الشهيرة، والي بش تتعلمو منها ليوم خمسة حروف وهي اليوتا، ألخ، الثيتا و الأبسيلون و السيقما و الي هوما الحروف الي يشكلو مصطلح موضوعنا ، أي الحوتة – آخثيس – باليوناني.
ومدام أرضنا تونس و هاك الوقت مقاطعة افريقا روما، كانت أرض الإضطهاد و التنكيل و القتل للمسيحيين الأوائل من السلطات الرومانية الي كانت تعتبر المد المسيحي تهديد ليها، و أي واحد يعمل دورة في مدينة قرطاج الأثرية ليوم، بش يفهم الي قاعد نحكي عليه توة، فإنو مسيحي قرطاج الرومانية أعتمدو كلمة “آخثيس” أي الحوتة كوسيلة سرية للتواصل الآمن فيما بينهم. يعني كيف الكود و الشيفرة بش يمنعو من القتل ولا ملاقاة مصير ما الإلقاوه شهداء كيف سيبريانوس القرطاجي و إلا برباتيوا و فالاسيتا و مجموعة الشهداء السلتيين الي جابوهم من جهة القصرين اليوم و عدموهم الكل في قرطاج في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس.
نرجعو لحروفنا و تفسيرهم على التوالي :
- اليوتا، و هو الحرف الأول لكلمة إيسوس ولي ولات مبعد يسوع
- ألخ، و هذا زادة الحرف الأول لكلمة خريستوس أي المسيح
- أما الثيتا، تبدى بيها الكلمة الشهيرة “أثيوس” أي الإله
- اماً الإبسيلون هو الحرف الي تبدا بيه كلمة “إيوس” و يعني الإبن
- و في الأخير السيقما بداية لكلمة سوتيرا أي تعني خلص أو مخلص
و هكا عندنا عبارة حتى حد ماينجم ينكرها و هي يسوع المسيح إبن الله المخلص، والنقطة المهمة هوني إنو إستخدام الرمز هذا (الحوتة) ما توقفش مع نهاية الإضطهاد خاصة وقتلي أعلن قسطنتين أول 313 المسيحية كدين رسمي, أما تواصل إإستخدامو خاصة عند التجار و الصيادين و أصحاب الحرف كرمز جالب للبركة و رمز حماية ، أي بلغتنا اليوم (فال خير) و صمد مئات السنين لتوة أمام زحف متع معتقدات أخرى و طقوس و حتى تعاويذ آنتشرت وسط أرضنا و هذا موش غريب بما إنو تونس مفترق طرق حضاري، يجيب معاه الباهي و الخايب و الرمز هذا صمد زادة و ماتفسخش من المخيلة التونسية لأنو حامل في داخلو حق و بركة ، و حماية من كل لعنة و عبودية.